بسم الله الرحمن الرحيم
الســلآم عليكم ورحمة الله وبركآاته
الحمد لله الذي فرض على عباده حج بيته العتيق، وجعل الشوق إلى زيارته حادياً لهم ورفيقاً،
والصلاة والسلام على من أنار الله به الدرب والطريق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:
فإن الله تعالى فرض على عباده الحج إلى بيته العتيق في العمر مرة واحدة، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة
التي بني عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس...» وذكر منها: «حج بيت الله الحرام» [متفق عليه].
أخي سارع ولا تتأخر
قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له» [أحمد وأبو داود].
وقال صلى الله عليه وسلم: «من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة»
[أحمد وابن ماجة وحسنه الألباني].
قال تعالى: { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار،
فننظر كل من كانت له جِدَةٌ ولم يَحُج، فيضربوا عليه الجزية، ما هم بمسلمين.. ما هم بمسلمين". [صححه ابن حجر].
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "استكثروا من الطواف بهذا البيت، قبل أن يحال بينكم وبينه".
وقال الحسن: "لا يزال الناس على دين ما حجوا البيت واستقبلوا القبلة".
الحجُّ طهارة من الذنوب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» [لفظ البخاري].
ولفظ مسلم: «من أتى هذا البيت» وهو يشمل العمرة. وعند الدار قطني: «من حج واعتمر»
والرفث: الجماع، أو التصريح بذكر الجماع أو الفحش من القول.
قال الأزهري: "هي كلمة جامعة لما يريد الرجل من المرأة ". والفسوق: المعاصي. ومعنى: «كيوم ولد ته أمه» أي بلا ذنب.
فضل الحج المبرور
عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما،
والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة» [متفق عليه].
والحج المبرور: هو الذي لا يخالطه إثم. وقيل: المتقبل. وقيل: الذي لا رياء فيه ولا سمعة، ولا رفث ولا فسوق.
وقيل: علامة برّ الحج أن تزداد بعده خيراً، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه.
وعن الحسن البصري قال: "الحج المبرور؟ أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة".
وروي أن الحج المبرور هو إطعام الطعام، وطيب الكلام، وإفشاء السلام. والصحيح أنه يشمل ذلك كله.
الحج جهاد المرأة
وعنها قالت: قلت يا رسول الله! ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: «لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجّ مبرور»
قالت عائشة رضي الله عنها : "فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله". [متفق عليه].
وعن أبي هريرة مرفوعاً: «جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة» [النسائي وحسنه الألباني].
فضل النفقة في الحج
عن بريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف»
[أحمد والبيهقي وصححه السيوطي].
إليك إلهي قد أتيتُ ملبياً فبارك إلهي حجتي ودعائيا
قصدتك مضطراً وجئتك باكياً وحاشاك ربي أن ترد بكائيا
كفاني فخراً أنني لك عابد فيا فرحتي إن صرتُ عبداً مواليا
أتيتُ بلا زاد وجودك مطمعي وماخاب من يهفو لجودك ساعيا
إليك إلهي قد حضرتُ مُؤمّلاً خلاصَ فؤادي من ذنوبي ملبياً
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.