أخوانــــــــــــي :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أكمل الناس خلقًا وأكرمهــــم أصلاً وأهداهم
سبيلاً وأرجحهم عقلاً وأصدقهم قولاً وفعلاً أدبــه
ربــه عز وجل .. فأحسن تأديبه ورباه فأحسن تربيته
وأثنى عليه سبحانه في كتابه الكريم فقال: "وَإِنَّكَ لَعَلى
خُلُقٍ عَظِيمٍ" القلم4. ... وهــــذه بعض من المواقف
العظيمة مــــن حياة نبينا محمد صلى الله عليـه
وسلم حتى نتعلم منه صلى الله عليه وسلم
ونتخذه أســوة حسنه لنا ... ونقتدي
بـــه في جميع أمورنا وأحوالنا
* العفـــــو:
في السنة الثامنة
من الهجرة نصر الله عبده
ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم
على كفار "قريش" ودخل النبي صلى الله
عليه وسلم "مكة المكرمة" فاتحًا منتصرًا وأمام
الكعبة المشرفة وقف جميع أهل "مكة" وقد امتلأت
قلوبهم رعبًا وهلعًا، وهم يفكرون في حيرة وقلق فيما
سيفعله معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن تمكن
منهم، ونصره الله عليهم ... وهم الذين آذوه، وأهالوا التراب
على رأسه الشريف وهو ساجد لربــه وهم الذين حاصروه في
شعب أبي طالب ثلاث سنين .. حتى أكل هو ومن معه ورق
الشجر بـــل وتآمروا عليه بالقتل .. صلى الله عليه وسلم
وعذبوا أصحابه أشد العذاب وسلبوا أموالهم وديارهم
وأجلوهم عن بلادهم لكن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قابل كل تلك الإساءات بالعفو والصفح
والحلم قائلاً: "يا معشر قريش، ما ترون
أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم
وابن أخ كريم، فقال صلى الله
عليه وسلم:
"اذهبوا فأنتم الطلقاء"
ذات يــــوم كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يسير مع خادمه "أنس
بن مالك" وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يلبس بردا نجرانيا يعني رداء كان يلتحف به،
ونجران بلد بين الحجاز واليمن، وكان طرف هذا
البرد غليظا جدًا، فأقبل ناحية النبي صلى الله عليه
وسلم أعرابي من البدو فجذبه من ردائه جذبًا شديدًا
فتأثر عاتق النبي صلى الله عليه وسلم (المكان الذي
يقع ما بين المنكب والعنق) من شـــدة الجذبة ثــم
قال له في غلظة وسوء أدب: يا محمد أعطني
من مال الله الذي عندك فتبسم له النبي
الكريم صلى الله عليه وسلم في
حلم وعفو ورحمة، ثم أمر
له ببعض المال .
الشجاعة:
بعد أن فتح الله "مكة" على رسوله
صلى الله عليه وسلم دخلت القبائل العربية
في دين الله أفواجًا إلا أن بعض القبائل المتغطرسة
المتكبرة وفي مقدمتها "هوازن" و"ثقيف" رفضت الدخول
في دين الله وقررت حرب المسلمين فخرج إليهم النبي صلى الله
عليه وسلم فـي اثني عشر ألف من المسلمين ... وكان ذلك في شهر
"شوال" سنة (8 ﻫ) وعند الفجــر بدأ المسلمون يتجهون نحـو وادي
"حنين" وهــم لا يدرون أن جيوش الكفار تختبئ لهــم فـي مضايق
هذا الوادي وبينما هم كذلك انقضت عليهم كتائب العدو في شراسة
ففر المسلمون راجعين، ولــم يبق مـــع النبي في هــذا الموقف
العصيب إلا عـــدد قليل مــــن المهاجرين، و حينئذٍ ظهرت
شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي لا نظير لها
وأخذ يدفع بغلته ناحية جيوش الأعداء، وهو
يقول في ثبـات وقــوة وثقــة:
"أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب"
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمه "العباس"
أن ينادي .. على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فتلاحقت كتائب المسلمين الواحــدة تلـــو الأخرى
والتحمت في قتال شديد مع كتائب المشركين،
وما هي إلا ساعات قلائل حتى تحولت
الهزيمـــة إلـــي نصر مبين
ذات ليلة سمع أهل
المدينة صوتًا أفزعهم فهب المسلمون
من نومهم مذعورين وحسبوه عدوًا يتربص بهم
ويستعد للهجوم عليهم في جنح الليل فخرجوا ناحية هذا
الصوت وحين كانوا في الطريق قابلوا النبي صلى الله عليه
وسلم راجعًا راكبًا فرسه بدون سرج ويحمل سيفه فطمأنهم
النبي صلى الله عليــه وسلــم وأمرهم بالرجوع بعد أن
استطلع الأمر بنفسـه صلى الله عليــــه وسلم فلـم
تسمح مروءة النبي صلى الله عليه وسلم
وشجاعته أن ينتظر حتى يخبره
المسلمون بحقيقة الأمر
*******
مما راق لي فنقلته لكم